البروتينات وأنواعها: دليلك الشامل لـ”بناء العضلات” و”نظام غذائي صحي”

لطالما ارتبطت البروتينات بـبناء العضلات والأداء الرياضي، ولكن دورها في الجسم يتجاوز ذلك بكثير. فالبروتينات هي حجر الأساس لكل خلية ونسيج في الجسم، وتلعب دورًا حيويًا في كل وظائفه. هي واحدة من المغذيات الكبرى الثلاثة، وإذا كنت تريد تحقيق نظام غذائي صحي، ففهمها هو خطوتك الأولى.
في هذا الدليل، سنتعرف على البروتينات وأنواعها، وتركيبها، ووظائفها، وكيفية اختيار أفضل المصادر لتلبية احتياجات جسمك.
ما هي البروتينات؟ تركيبها ووظائفها الأساسية
البروتينات هي جزيئات معقدة تتكون من وحدات بناء صغيرة تُسمى الأحماض الأمينية. يرتبط حوالي 20 نوعًا من الأحماض الأمينية ببعضها البعض لتكوين سلاسل طويلة، تُعرف بـالبروتينات.
تلعب البروتينات أدوارًا حيوية متعددة في الجسم، منها:
- البنية والدعم: تُشكل البروتينات الهيكلية مثل الكولاجين والكيراتين الأنسجة الداعمة في الجسم مثل الشعر، الجلد، والعظام.
- تحفيز التفاعلات: تعمل الإنزيمات، وهي نوع من البروتينات، على تسريع التفاعلات الكيميائية في الجسم.
- النقل والحمل: يحمل الهيموجلوبين (بروتين) الأكسجين في الدم، بينما تنقل بروتينات أخرى المغذيات عبر أغشية الخلايا.
- الإشارات الخلوية: بعض البروتينات تعمل كهرمونات مثل هرمون النمو والأنسولين، لنقل الإشارات بين الخلايا والأنسجة.
- النشاط المناعي: تُشكل الأجسام المضادة (البروتينات) جزءًا أساسيًا من الجهاز المناعي لمحاربة العدوى.
الأحماض الأمينية: أنواعها وأهميتها
تُصنّف الأحماض الأمينية إلى 3 أنواع رئيسية:
1.الأحماض الأمينية الأساسية: لا يستطيع الجسم إنتاجها، ويجب الحصول عليها من الطعام. عددها 9 أحماض أمينية.
2.الأحماض الأمينية غير الأساسية: يستطيع الجسم تصنيعها بنفسه من الأحماض الأمينية الأخرى.
3.الأحماض الأمينية المشروطة: عادة ما تكون غير أساسية، ولكن الجسم يحتاجها بكميات أكبر في ظروف خاصة مثل المرض أو الإجهاد الشديد.
يُعد الجلوتامين أحد أكثر الأحماض الأمينية وفرة، وهو مهم لتعزيز الجهاز المناعي ودعم صحة الجهاز الهضمي. كما تُعرف الأحماض الأمينية متفرعة السلسلة (BCAAs)، وهي الليوسين، الآيزولوسين، والفالين، بدورها الأساسي في تخليق البروتين والأداء الرياضي، حيث يستخدمها الجسم كـمصدر للطاقة مباشرة في العضلات أثناء التمرين.

مصادر البروتين: بروتين كامل مقابل بروتين غير كامل
لتحقيق نظام غذائي صحي متوازن، يجب أن تفهم الفرق بين نوعية البروتين:
1.البروتين الكامل (Complete Protein): يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة بكميات كافية.
مصادرها: الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم، الدواجن، الأسماك، البيض، ومنتجات الألبان.
2. البروتين غير الكامل (Incomplete Protein): ينقصه واحد أو أكثر من الأحماض الأمينية الأساسية.
مصادرها: معظم الأطعمة النباتية مثل البقوليات، المكسرات، والحبوب.
يمكن للنباتيين الحصول على بروتين كامل عبر الجمع بين مصادر مختلفة في الوجبات، مثل تناول الأرز مع الفول أو الفول السوداني مع الخبز، مما يوفر جميع الأحماض الأمينية الأساسية اللازمة.
اقرأ أيضاً: دليل مكملات البروتين: كيف تختار المنتج المناسب لـ بناء العضلات وفقدان الدهون
كيف يتم هضم البروتين في الجسم؟
عملية هضم البروتين تبدأ من الفم وتمر بمراحل معقدة لتكسير البروتين إلى وحداته الأساسية (الأحماض الأمينية) التي يمكن للجسم امتصاصها والاستفادة منها.
- المعدة: يعمل حمض الهيدروكلوريك وإنزيم البيبسين على تكسير البروتينات إلى سلاسل أصغر.
- الأمعاء الدقيقة: تتدخل إنزيمات مثل التربسين والكيموتربسين التي يفرزها البنكرياس لإتمام عملية الهضم.
- الامتصاص: يتم نقل الأحماض الأمينية إلى مجرى الدم لتصل إلى الكبد، حيث تُستخدم أو تُرسل إلى الخلايا لبناء بروتينات جديدة أو إصلاح الأنسجة.

البروتين وبناء العضلات: نصائح للرياضيين
لتحقيق أقصى استفادة من البروتينات وأنواعها في بناء العضلات والأداء الرياضي:
- الكمية: يحتاج الرياضيون إلى كمية أكبر من البروتين، تتراوح بين 1.4 إلى 2.0 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميًا.
- التوقيت: يُفضل توزيع كمية البروتين على مدار اليوم بدلاً من تناولها في وجبة واحدة، مع التركيز على تناولها قبل وبعد التمرين لدعم تخليق البروتين وإصلاح الأنسجة العضلية.
- الجودة: إعطاء الأولوية لمصادر البروتين الكامل لضمان الحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.
- المكملات: يمكن أن تكون مكملات البروتين مثل مسحوق البروتين أو BCAA مفيدة لتلبية الاحتياجات اليومية المرتفعة، خاصة عندما يكون الحصول على البروتين من الطعام صعبًا.
الخلاصة: أهمية الاعتدال والتنوع
فهم البروتينات وأنواعها أمر بالغ الأهمية للحفاظ على صحة قوية ولياقة بدنية ممتازة. اختر مصادر البروتين بعناية، وركز على التنوع، واعتدل في الكمية لضمان تلبية احتياجات جسمك دون إرهاق الكلى أو الجهاز الهضمي.

مواضيع ذات الصلة قد تهمك كتبها المدرب المصري وليد المعداوى فى “تغذية”:
…